محافظة ميسان ( مدينة العمارة)

العمارة مدينة عراقية ومركز محافظة ميسان تبعد حوالي 320 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من العاصمة بغداد كما تبعد عن البصرة حوالي 180 كيلومتراً. تقع المدينة على ضفاف نهر دجلة، وتبعد حوالي 50 كم عن الحدود الإيرانية-العراقية، وبضعة كيلومترات عن منطقة الأهوار وتبعد عن مدينة قلعة سكر ب 100 كم شرقا. يقدر عدد سكانها بنحو 550 ألف نسمة عام 2014 اما سكان القضاء قضاء العمارة حوالي 625 الف نسمة . وهي ذات غالبية مسلمة كما كانت سابقاً مركزا هاماً لتواجد الصابئة واليهود في العراق.
التسمية
هناك ثلاثة آراء حول التسمية:-
الرأي الأول: أن التسمية ترجع إلى عام (665) للهجرة أي بعد استيلاء العثمانيين على العراق بثلاث سنين (وهي أن خليطا من العشائر اجتمع وسكن بهذا المحل ومثل هذا الخليط يطلق عليه في اللغة الدارجة حينذاك اسم (عمارة).
الرأي الثاني: ويرجع بالتسمية إلى إلى أوائل العهد العباسي نسبة إلى (عمارة بن الحمزة) عامل أبو جعفر المنصور، وهو الرأي الذي رجحه المؤرخ مصطفى جواد.[4]
الرأي الثالث: أن هذا الاسم يطلق على نهر دجلة اعتبارا من صدر نهر الغراف حتى ملتقاه في نهر الفرات وسبب هذه التسمية أن الحكومة العثمانية أنشأت عمارة في المحل الذي بني فيه مركز لواء الكوت الحالي لتكون هذه العمارة مرجعاً رسمياً للعشائر الساكنة بهذا الطرف لبعدها عن مركزي ولايتي بغداد والبصرة ولهذا سمي الكوت بكوت العمارة. وهناك رأي يقول وهو أنها سميت (العمارة) نسبة إلى العشيرة التي كانت تسكن منطقة أبو حلانه والعوفيه وهم عشيرة الفريجات وكان شيخ العشيرة في العام 1214م الموافق 665 هجري هو الشيخ عماره العذاري من ربيعة العدنانية وعندما دخلت القوات العثمانية المنطقة سألت عن السكان المستوطنين هذه الديار قيل لهم عشيرة الشيخ عمارة العذاري وكان الجنود قد عسكروا في تلك المنطقة ليتخذوا منها مركز تموين للقوات الزاحفة باتجاه البصرة وأطلقوا على معسكرهم (معسكر عمارة).
التاريخ
التأسيس
حكمها ثلاثة وعشرون ملكاً ما يقارب ثلاثة قرون ونصف وبالتحديد ما بين عامي (129 ق. م ـ 225 ميلادي). ولقد أدت دوراً بارزاً في الأحداث السياسية والاقتصادية في العراق خلال الفترة من منتصف القرن الثاني قبل الميلاد إلى الربع الأول من القرن الثالث للميلاد.
وميسان في الآرامية تعني (مياه المستنقعات) (مي آسن). وفي ميسان يقع قبر النبي العزير وهو مقدس لدى اليهود والمسلمين. وكذلك ضريح الشريف عبيد الله بن علي بن أبي طالب، في منطقة قلعة صالح تحديداً. وقبر الشاعر الكميت بن زيد الأسدي وسميت ناحية كميت بهذا الاسم نسبه اليه.
ولقد فُتحت في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على يد القائد العربي (عتبة بن غزوان المازني). وكانت حدودها تمتد بين واسط (الكوت) والبصرة، وكانت البصرة جزءاً منها وكذلك المذار والبطائع (الأهوار)، ونقل في تاريخها أنها مدينة واسعة كثيرة القرى والنخيل وكان المثل يضرب بخصوبتها.
وأما العمارة فان كانت عُمارة ـ بضم العين والمقصود بذلك (عمارة بن الحمزة) الذي عيُنه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (136 هـ ـ 158 هـ) على كور دجلة الذي يشمل ميسان ودستميان وأبرقباذ وضمت له ولاية البصرة وما تبعها وحدود كور دجلة تنتهي بحدود واسط المقابلة لكسكر. وإن كانت عَمارة ـ بفتح العين ـ ومعناها التجمع العشائري إذ العَمرة والعَمارة. وإن كانت عِمارة ـ بكسر العين ـ ومعناها تسمية جديدة لبناء جديد ويضاف إليها (أل التعريف) لتثبيت المعنى وتحديده.
وقد ذكرت العمارة في مصنفين لأديبين قبل ما يقرب من أربعة قرون. وذكر اسم العمارة ونهر العمارة وكوت العمارة في عدة مؤلفات قديمة لا تقل عن الخمسة عشر بين مخطوط ومطبوع فيها العربي والتركي والفارسي والإيطالي والفرنسي والإنكليزي.
وورد اسم العمارة في الرحلات. وأقدم من وصلها الرحالة سباستياني في عام 1656م وفي رحلته يتحدث عن العمارة والمنصورية والمجر وقصر وربما كانت جزرا مسكونة حيث يتلاشى نهر دجلة، وفي الرحلة الثانية يتحدث عن العمارة كقرية تبعد عن بغداد ثلاثة أيام وفيها انكشاريون أنزلوه في دار الكمرك كان ذلك في 1658م. وأخيرا فان العمارة من أعمال الوالي العثماني محمد نامق باشا (1278 هـ – 1284 هـ)/ (1861 – 1867 م) الذي أنشأ معسكرا على نهر دجلة عرف (بالأوردي) أي الفيلق ثم توسع بعد ذلك فأصبح مدينة كبيرة يقال لها (العمارة) وقد تولى قيادة الفيلق القائممقام العسكري المقدم (حسين بك) ثم خلفه بعد ذلك (محمد باشا الديار بكرلي) الذي شيّد سوقا في المدينة أطلق عليه اسم الباشا، كما شيد بعض المباني الكافية لإيواء الجنود فتوافد على أثر هذه الحركة العمرانية كثير من الناس من أماكن متفرقة فشيّدت المباني التي أطلق عليها العمارة نسبة إلى العمران والأبنية التي بُنيت فيها وبقي الوضع مشمولاً بالحكم العسكري سنة كاملة هي سنة 1278 هـ / 1861م.
وفي نهاية سنة 1861م، صدرت الإدارة الشاهانية من إسطنبول بجعل العمارة مركز قضاء تابع لولاية البصرة وعينت وزارة الداخلية في الآستانة (عبد القادر الكولمندي) بوظيفة كاتب عشائر ولاية البصرة قائممقاما للعمارة الذي أنشأ محلة (القادرية) وأنشأ فيها المسجد الكبير والمنارة الموجودة فيه وقد أرّخ الشاعر البغدادي عبد الغفار الأخرس تاريخ تأسيس العمارة بقوله:
.
ويقصد بعبد القادر هو متصرف اللواء العثماني الذي عين فيها عام 1861م، ويقع سنجق العمارة على الشاطئ الشرقي من نهر دجلة وهو مكان فيه صفاء وفي المدينة دار الحكومة (السراي) وثكنة عسكرية ومكتب تلغراف ومركز كمركي ومبنى الإدارة النهرية ومدرسة رشدية ومائة وخمسون دكانا ومدرسة ابتدائية وثلاثة حمامات وألف منزل ما عدا بيوت القصب وسكانها الذين يبلغ تعدادهم من (8 – 9) آلاف شخص وفيها مقر الإدارة السنية وهي دائرة حكومية تتولى الأشراف على أملاك السلطان ويستغرق الإياب من مدينة البصرة إلى مدينة العمارة بطريق النهر (24 ساعة) ويستغرق الذهاب (12 ساعة) بسبب جريان الماء. ومن ملحقاتها القائمقاميات ـ قلعة صالح والكحلاء ودويريج (الطيب والحلفاية).
كان مركز مملكة ميسان في القرن الأول قبل الميلاد يقع بالقرب من مدينة العمارة الحالية. وقد أوجدت المدينة الحديثة عام 1860 لتكون مركزاً للقوات العثمانية للسيطرة على تمرد قبيلتي بني لام والبو محمد وغيرها من العشائر البدوية ومحاولة توطينها في مناطق حضرية بعيدا عن البداوة.
يقول المؤرخ عباس العزاوي في كتابه «العراق بين احتلالين» أن العمارة من تشييد «الشيخ عبد القادر البراك» شيخ قبيلة بني لام ولقد استولى البريطانيون على مدينة العمارة عام 1915 م قبل ثورة عام 1958 عرفت العمارة بنظامها الإقطاعي وبسيطرة شيوخ العشائر وامتلاكهم أراضي شاسعة ومجموعات مسلحة خاصة بهم.


