محافظة الناصرية

الناصرية، هي مدينة في العراق. تقع في أسفل نهر الفرات على بعد حوالي 360 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد، بالقرب من آثار مدينة أور القديمة. وهي عاصمة محافظة ذي قار. بلغ عدد سكانها عام 2018 حوالي 558 ألف نسمة، مما يجعلها عاشر أكبر مدينة في العراق. عاش فيها مجموعة متنوعة من السكان من المسلمين والمندائيين واليهود في أوائل القرن العشرين.[5] بينما سكانها اليوم هم في الغالب من المسلمين الشيعة.

تأسست الناصرية على يد قبيلة المنتفق في أواخر القرن التاسع عشر خلال العهد العثماني. ومنذ ذلك الحين أصبحت مركزًا رئيسيًا للنقل.الناصرية هي مركز منطقة زراعة التمر. تشمل الصناعات المنزلية في المدينة بناء القوارب والنجارة وصناعة الفضة. يضم متحف المدينة مجموعة كبيرة من التحف السومرية والآشورية والبابلية والعباسية. وتقع آثار مدينتي أور ولارسا القديمتين في مكان قريب، يتحد نهر الفرات مع نهر دجلة للمرة الأخيرة على بعد حوالي 10 كيلومترات من المدينة.

:التسمية

سميت المدينة بهذا الإسم نسبة إلى مؤسسها ناصر باشا السعدون وهو الإسم المتداول حاليا.[بحاجة لمصدر]

تاريخ 

العصور التاريخية القديمة

تشتهرت مدينة الناصرية المعروفة بأسمها التاريخ أور عاصمة المملكة السومرية وأصبحت المدينة أولى الحضارات التي تأسست في العالم حيث يعود تأريخها إلى ما قبل الحضارة العبيدية 7000 ق.م حيث ضمت أول مدينة في التأريخ وهي مدينة إريدو، التي تم ذكرها في قائمة الملوك السومرية. وعلى أرضها قامت الحضارة السومرية في ممالك (أور، لجش، أوروك). وفيها ولد النبي إبراهيم الخليل التي لا تزال آثارها قائمة في المدينة، وإلى جنبها بيت إبراهيم. شكلت جزءا مهما في الحضارات (الأكادية، والبابلية الآشورية)، وكانت مصدرا مهما للثروات الوطنية لتلك الإمبراطوريات، لمحاصيلها الزراعية المهمة والأسماك حينها. كما كانت تمثل التأريخ الديني لحضارة بلاد ما بين النهرين المتعاقبة مع مدينة نفر. تراجعت أهمية مدينة أور خلال العصور المتعاقبة من الحضارات البابلية والآشورية والفارسية واليونانية. وخلال العهد الفارسي عام 609 م شهدت منطقة ذي قار المعروفة اليوم باسم الناصرية معركة بين قبائل العرب والفرس انتصر فيه العرب على الفرس.

إمارة المنتفك

إمارة المنتفق في أقصى اتساع تاريخي لها في عهد حاكمها الأمير مانع بن شبيب في الربع الأخير من القرن السابع عشر.

بعد أن تشكّلت إمارة المنتفق والتي أصبحت دولة قوية مستقلة تضم أراضي واسعة تمتد من مدينة الكوفة شمالا وحتى البصرة جنوبا شهدت هذه الإمارة التي كانت عاصمتها مدينة سوق الشيوخ 20 كم جنوب الناصرية حروب عديدة بين الدولة المجاورة خصوصا الدولة العثمانية لمحاولة إخضاعها لكنها لم تستطع نتيجة تحالف تلك القبائل التي تسكن المنطقة فاضطر العثمانيون للإعتراف بها. وأصبحت تتحكم في جل جنوب العراق. وهنالك عدة روايات في أسباب تسميتها بالمنتفق. فمن المؤرخين من يرى أن (اتفاق) عشائر المنتفق الثلاث «بني مالك وبني سعيد والأجود» كان سببا لهذه التسمية، ومنهم من يرى أن جد بني «المنتفق» كان يحترش اليرابيع قبل الإسلام «أي يخرجها من نافقائها» على حين ويقول آخرون أن هذا الجد كان يقيم في نفق «شبه مغارة» لشدة الحر، فقيل لجماعته المنتفقة. وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته أن بني عامر «المنتفق» قد خلفوا القبائل التي هزمت الفرس يوم ذي قار، وذكر إبراهيم الحيدري في كتابه «عنوان المجد» أن قبائل «المنتفق» بطن من ربيعة بن صعصعة من العدنانية. ومن ضمن هذه قبيلتان مشهورتان، هما بنو أسد وبنو خيكان.